مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

الإيمان قول ، وعمل ..

يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ..

يزيد بالتفكر ، وينقص بالغفلة ..

يزيد بالتصديق والامتثال ، وينقص بالشك والإعراض ..

هيا نؤمن ساعة .. مدونة تزيدك إيمانا ..

بعلم نافع تتعلمه .. بعبرة تعتبر بها .. بسنة تمتثلها .. بآية تتدبرها .. بشبهة تمحوها ..

صفحاتها : روضة من رياض الجنة

تأنس فيها بذكر الله .. وترضى فيها بشرعه .. وتتدبر أمره ونهيه ..

اغتنم خيرها بالعمل بما فيها ، والدعوة إليه .

كان من دعاء ابن مسعود رضى الله عنه :

" اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها " .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الأحد، 26 يونيو 2011

أيها التائب أبشر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يا أيها التائب

لو تدري بمدلول حديث: (لله أفرح بتوبة عبده
لهمت طربا ..
  ولتقطعت من الشوق إربا إرباً

ولو علمت بتزيين الجنان لقدومك
لجعلت أفراحك مكان همومك

ولو اطلعت فرأيت مقعدك في الفردوس الأعلى
 والملائكة ينادون أهلاً وسهلاً
 والحور يقلن وأغلى وأعلى!...

لذبت سروراً ولملئت حبوراً
 ولصرت من البهجة مبهوراً
وفي ظلال الأنس مغموراً

أيها التائب!
أبشر بخير يوم طلعت عليك فيه الشمس
 فأنت ابن اليوم
لا غد ولا أمس

طاب ممشاك
 وأفلح وجهك
 وقرت عينك
 وسرت روحك
 وعلا قدرك
 ورفع ذكرك

أخطئوا فأسفوا
 وندموا على ما أسلفوا

يتقلب التائب في الليل الداجي
يبكي ويناجي فيقال له:

 لا عليك
اطلعنا فسترنا،
  وعلمنا فحلمنا،
 وقدرنا فغفرنا!.

قال التائب: يا رب! أذنبت
 قال الرب : وأنا غفرت.

قال التائب:
ذنوبي تجل عن الإحصاء
قال الرب: ولو بلغت عنان السماء.

قال التائب:
 يا رب! أهلكتني السيئات
 قال الرب: إن الحسنات يذهبن السيئات.

قال التائب:يارب! أتحاسبنى على تلك الزلات؟
فقال الرب: بل أبدل السيئات حسنات.

قال التائب:
 لا أكرم منك أحد
 قال الرب :  أنا الصمد!..

أيها التائب!
أبشر فإن تذكرك لذنبك طاعة منك لربك

كلما احترق قلبك بنار الندم
 ذابت جبال الخطايا واللمم

كلما أطار الهم نومك وكدر الحزن يومك
 غسلت سيئاتك ومحيت خطيئاتك

التائب حبيب الله وصديق عباده
 وضيف رحمته ، ووافد جنته
 ومستحق كرامته، وحائر قربه

التائب يحبه المرسلون
 لأنه صدق قولهم، واتبع سبيلهم، واقتفى دليلهم

التائب تحبه الملائكة
 لأنهم يستغفرون له، ويفرحون بطاعته، ويحبون توبته

التائب يحبه المؤمنون
 لأنه أعانهم على نفسه، وجاهد معهم شيطانه، وأرضى إلههم وإلهه

دمع التائب طاهر
 لو وقعت منه قطرة على جليد الخطايا لذاب

دمع التائب على صدق صاحبه برهان
 وعلى صحة توبته سلطان .

أيها التائب!
الآن عرفت فالزم
وحصلت فاغنم،
 فتقدم ولا تحجم
 الباب أمامك مفتوح
 والعطاء من ربك ممنوح

" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
( النور :31)



منقوووول
د. عائض القرنى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق