الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد
الوهاب جل جلاله
الفرق بين اسم ( الوهاب )
وغيره من الأسماء التى تدل على صفات العطاء ( كالرزاق والمعطى )
أن الرزق والعطاء قد يكون حلالا أو حراما .. وقد يكون منحة أو محنة .. وقد يكون نعمة أو نقمة .. فتنة وابتلاء
أما الهبة فلا تكون إلا خيرا خالصا لا إثم فيه ولا حساب عليه
فالوهاب جل جلاله
بيده خزائن الرحمة لايملكها غيره
" أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ "
( ص : 9)
لذلك كان الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم يسألون الله عز وجل الخير باسم ( الوهاب ) :
سأل سليمان عليه السلام ( الوهاب ) عز وجل فقال :
" قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
(ص :35 )
فوهب له ملك الإنس والجن والطير والريح بلا حساب ولا عذاب
سأل إبراهيم عليه السلام ( الوهاب ) عز وجل أن يهب له الذرية الصالحة فقال :
" رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ "
( الصافات : 100 )
فوهب له إسماعيل الحليم ، وجعله من المرسلين .
وقال أيضا : " وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا .
وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا "
( مريم : 49 ، 50)
ودعا زكريا ربه ( الوهاب ) عز وجل فقال :
" رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ "
( آل عمران : 38)
قال : " فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى "
( الأنبياء : 90)
ولذلك فإن عباد الرحمن يقتدون بالأنبياء فى سؤال ( الوهاب ) جل جلاله فيقولون :
" رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ "
( الفرقان : 74)
ولا تنس أن تسأل ( الوهاب ) أن ( يهبك ) حكما فى دينه تميز به بين الحلال والحرام وتعرف به الأحكام :
" رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ . وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ "
( الشعراء :83 – 85)
واسأل ( الوهاب ) عز وجل أن ( يهبك ) رحمة تثبت بها قلبك على دينه :
" رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
(آل عمران : 8)
رب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
رب هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق