[ المطلب الثامن ]
أنواع الدلالات وتعلقها بالأسماء والصفات
· دلالة المطابقة هى : دلالة اللفظ على ما عناه المتكلم .
· دلالة التضمن هى : دلالة اللفظ على بعض ما عناه المتكلم .
· دلالة اللزوم هى : دلالة الشئ على سببه .
· دلالة الالتزام هى : دلالة الشئ على نتيجته .
· هل لازم القول قول يحاسب عليه الإنسان .
· اللازم من الوحى إذا صح أن يكون لازما فهو حق .
· دلالة الأسماء الحسنى على العلمية والوصفية
· أمثلة لأنواع الدلالات فى الأسماء الحسنى .
أنواع الدلالات وتعلقها بالأسماء والصفات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فى هذا المطلب بإذن الله نتناول الحديث عن أنواع الدلالات ، وتعلقها بالأسماء والصفات ، وفهم دلالة الألفاظ على معانيها ، مطابقة وتضمنا والتزاما ، لما لها من أهمية فى فهم عقيدة أهل السنة والجماعة ، وذلك من خلال المحاور التالية :
دلالة المطابقة هى دلالة اللفظ على ما عناه المتكلم
من المعلوم أن الألفاظ أو الأسماء تطلق على الأشياء لتتميز بها عن غيرها ، وكل اسم أو لفظ فى أى لغة ، ينطبق فى دلالته على شئ متعارف عليه ، سواء بالوضع اللغوى ، أو الوضع الشرعى كلفظ الصلاة والصوم ، أو الوضع العرفى الذى يصطلح عليه أهل بلد أو قبيلة ، أو الوضع الاصطلاحى الذى يتعارف عليه أهل علم من العلوم .
قال ابن تيمية رحمه الله : " والمعنى المدلول عليه باللفظ لابد أن يكون مطابقا للفظ ، فتكون دلالة اللفظ عليه بالمطابقة . وليست دلالة المطابقة دلالة اللفظ على ما وضع له ، كما يظنه بعض الناس ، بل يجب الفرق بين ما وضع له اللفظ ، وبين ما عناه المتكلم باللفظ ، وبين ما يحمل عليه المستمع اللفظ .
فالمتكلم إذا استعمل اللفظ فى معنى ، فذلك المعنى هو الذى عناه باللفظ .
وكل لفظ استعمل فى معنى فدلالته عليه مطابقة ؛ لأن اللفظ طابق المعنى ".
ومن أمثلة دلالة المطابقة دلالة لفظ ( المسجد ) على مسماه ؛ إذ يدل على شئ معين جعل للصلاة والجماعة والجمع ، فلو قال أحدهم لأخيه انتظرنى فى المسجد ، فإنه لا ينتظره فى السوق؛ لعلمه أن المسجد لفظ يدل على مكان معلوم جعل للصلاة والعبادة ، وأن لفظ السوق يدل على مكان آخر وضع للبيع والشراء .
وإذا قيل الخالق هو الله عز وجل ، فإن الذهن يفهم من دلالة الاسم أنه ينطبق على ذات الله تعالى المتصفة بصفة الخلق ، ولا ينصرف إلى ذات أخرى ، كما لا ينصرف إلى صفة أخرى : كالقوة ، أو العزة ، أو الحكمة .
والله عز وجل لما علم آدم الأسماء كلها، علمه الشئ واسمه وخاصيته ، وأنواع دلالاته مطابقة وتضمنا والتزاما ، وليس الذى تعلمه آدم كما يفهم البعض مجرد ألفاظ يستعملها هو وأبناؤه ، وكذلك تأثير كل شئ فى غيره ، وما ينشأ عن ذلك من المعانى والعلوم .
ودلالة المطابقة هى : الدلالة الأصلية فى الألفاظ التى وضعت لمعانيها ، وهى تكشف عن نية القائل بمجرد صدور اللفظ ، فلا يستفصل فيها عن مراده .
وسميت بالمطابقة لمطابقة معنى اللفظ وموافقته ، كقولهم : طابق النعل النعل ؛ إذا توافقا . والمراد من تطابق اللفظ والمعنى : عدم زيادة اللفظ عن المعنى ، أو قصوره عنه .
دلالة التضمن هى دلالة اللفظ على بعض ما عناه المتكلم
دلالة التضمن هى : هى دلالة اللفظ على بعض المعنى المقصود من قبل المتكلم .
كدلالة لفظ الشجرة على الأوراق ، فإن الشجرة تضمنت الأوراق وغيرها ، فالذهن يتصور الأوراق وبقية الأجزاء مباشرة عند النطق بلفظ ( الشجرة ) فيتصور بدلالة التضمن : فروعها ، وخشبها ، وثمارها ، وجميع ما حوت من أجزاء .
أما بالنسبة لأسماء الله تعالى ، فكل اسم يدل على الذات وحدها بالتضمن ، وعلى الصفة وحدها بالتضمن ، فاسم الله ( العزيز) يدل على صفة ( العزة ) وحدها بالتضمن ، كما يدل أيضا على ذات الله وحدها بالتضمن .
دلالة اللزوم هى دلالة الشئ على سببه
أو هى : دلالة اللفظ على معنى يخرج عن دلالة المطابقة والتضمن ، وهو لازم لوجوده لزوما عقليا يتصوره الذهن عند ذكر اللفظ . وسمى لازما لارتباطه بمدلول اللفظ ، وامتناع انفكاكه عنه
ومثال ذلك : دلالة الشئ على سبب وجوده ، كدلالة البعرة على البعير ، والأثر على المسير . فدلالة اللزوم مبنية على فهم العقل لترابط الأسباب ، بحيث ترتبط النتيجة بسببها .
فدلالة السقف على الأعمدة دلالة لزوم ؛ لأن العاقل يعلم أن السقف لا يوجد إلا بعد وجود الحائط أو الأعمدة ، فالذهن لايتصور السقف إلا مرفوعا على شئ ، فلفظ السقف دلنا على الأعمدة باللزوم ، مع ملاحظة أن الأعمدة ليست مما دل عليه السقف بالمطابقة أو التضمن .
فدلالة اللزوم من الدلالات العقلية ، التى تسلم من خلالها طرق الاستدلال على توحيد الربوبية، فالذى يعلم بدلالة اللزوم أن السقف يلزمه أعمدة ، يوقن بقدرة الخالق وأنه ليس كمثله شئ ، عندما يقرأ قوله تعالى " اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا " (الرعد : 2) .
دلالة الالتزام هى دلالة الشئ على نتيجته
دلالة الشئ على نتيجته ، وتوقع حدوثه ، تسمى دلالة الالتزام ، كدلالة الغيوم على اقتراب المطر ، ودلالة الفعل على رد الفعل .
واسم الله ( الخالق ) يدل على العلم والقدرة باللزوم ؛ لأن العاجز أو الجاهل لا يخلق ؛ لذلك لما ذكر الله خلق السموات والأرض عقب بذكر ما دل عليه وصف الخلق باللزوم ، فذكر صفتى العلم والقدرة ، فالذى يصنع مثل هذا العالم لابد أن يكون عليما قديرا . قال تعالى :
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " ( الطلاق : 12)
ولذلك ذكر الله بطلان ألوهية ما سواه بدلالة اللزوم فى مواضع كثيرة ، وأن عجز تلك الآلهة عن الخلق والتدبير، لازمه عجز فى أوصافهم ، ودليل افتقارهم واحتياجهم . قال تعالى :
" ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ.إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ " ( فاطر : 13 ،14)
ومن وفقه الله لفهم دلالة اللزوم المتعلقة بالأقوال والأفعال ، كانت أقواله صادرة عن حكمة ، وأفعاله عن روية وفطنة ، ووزن جميع أموره بدقة بحيث يقدر المنفعة والمضرة ، ويختار الأحسن والأفضل ، وقد وفق إلى خير كثير .
وأغلب ما يحل بالإنسان من بلاء وشقاء ، فسببه الغفلة عن لازم قوله وفعله ، كما قال رسول الله r : " وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها فى جهنم " ( البخارى )
هل لازم القول قول يحاسب عليه الإنسان
اختلفوا فى لازم القول : هل هو قول يحاسب عليه الإنسان ؟ فقال بعضهم : إذا كان هذا اللازم ، لازما من قوله ، لزم أن يكون قولا له محاسبا عليه ؛ لأن هذا هو الأصل ، لاسيما إذا قرب التلازم .
وقال آخرون : هذا مردود بأن الإنسان بشر ، وقد يغفل ، أو يسهو ، أو ينغلق فكره ، فيقول القول من غير تفكير فى لوازمه . وكثير من العامة يغفلون عن لوازم كلامهم ؛ إما لجهلهم ، أو لسرعة اندفاعهم ، ولو حوسبوا على ذلك لعجز من يحصى لوازم الأقوال والأفعال .
روى أن أعرابية خرجت إلى الحج ، فعطبت راحلتها فى الطريق ، فرفعت يديها إلى السماء ، وقالت : يارب أخرجتنى من بيتى إلى بيتك ، فلا بيتى ولا بيتك . ومثل هذا الكلام لوازمه كفر ، ولكن القائل فى الغالب ، غافل عن لازم قوله .
قال ابن تيمية رحمه الله : " لازم قول الإنسان نوعان : أحدهما : لازم قوله الحق . فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه ؛ فإن لازم الحق حق ، ويجوز أن يضاف إليه ؛ إذا علم من حاله أنه لايمتنع من التزامه بظهوره ، وكثير مما يضيفه الناس إلى الأئمة من هذا الباب .
الثانى : لازم قوله الذى ليس بحق ، فهذا لا يجب التزامه ؛ إذ أكثر ما فيه أنه تناقض ، وقد ثبت أن التناقض واقع من كل عالم غير النبيين ، ثم إن عرف من حاله أنه يلتزمه بعد ظهوره له ، فقد يضاف إليه ، وإلا فلا يجوز أن يضاف إليه قول ، لو ظهر له فساده لم يلتزمه " .
اللازم من النقل الصحيح إذا صح أن يكون لازما فهو لازم
لما كان قول الله عز وجل حق ليس فيه اختلاف ظاهر ، أو تناقض مضمر ، وكذلك لما كان قول رسول الله r حق ؛ فإن اللازم من كلام الله ورسوله r إذا صح أن يكون لازما فهو حق؛ لأن لازم الحق حق ، والله عالم بما يكون لازما من كلامه وكلام رسوله r، وأن العقلاء سوف يدركون ذلك بدلالة اللزوم .
ومن ثم فإن دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة والتضمن واللزوم ، فالاسم يدل على الذات والصفة بدلالة المطابقة ، ويدل على ذات الله وحدها بالتضمن ، وعلى الصفة وحدها بالتضمن ، ويدل باللزوم على أوصاف أخرى غير الوصف الذى اشتق منه الاسم .
وتجدر الإشارة إلى أن الأسماء الحسنى عند المعتزلة تدل على الذات بالمطابقة فقط ؛ لأنهم ينفون الصفات ، فالأسماء عندهم تنعدم فيها دلالة التضمن واللزوم .
دلالة الأسماء الحسنى على العلمية والوصفية
تعريف الاسم هو: ما دل على علم لتمييزه عن غيره ، أو: اللفظ الدال على المسمى . وهو مشتق إما من : السمو وهو : العلو ، أو السمة وهى : العلامة ،فالاسم يظهر به المسمى ويعلو.
وتعريف الصفة : هى ما دل على معنى ، أو شئ يقوم بذات الموصوف ، ولا يمكن أن يقوم بنفسه ، أو ينفصل عن موصوفه .
فقولنا سعيد سعيد : اسمان من الناحية اللغوية ، لكن الأول للعلمية ، والثانى للوصفية ، فالسعادة لا تقوم بنفسها ، ولابد من قيامها بموصوف ، شأنها فى ذلك شأن الأسباب فى إضافتها لمن قام بها .
وكما لا يصح أن تقول ضرب السوط فلانا ، لأن السوط لا يستقل بفعل ، بل يفعل به، ويضاف الفعل إلى من فعل به ، فكذلك لا يصح أن تقول : الرحمة استوت على العرش ، بل يقال : الرحمن على العرش استوى ، ولا يقال : العزة نصرت المؤمنين ، بل يقال :العزيز نصر المؤمنين .
وقد وفق السلف الصالح إلى الفهم الصحيح فى باب الأسماء والصفات ، وهو : أن الأسماء فى حق الله تعالى علمية ووصفية معا ، علمية : من جهة الدلالة على الذات ، ووصفية : من جهة المعنى الذى تضمنه كل اسم ، ولا تنافى فيها بين العلمية والوصفية ، فالرحمن اسمه تعالى ووصفه ، لا تنافى اسمه وصفيته .
وكذلك العلى القوى العزيز الحكيم السميع العليم وغير ذلك من الأسماء فهى أعلام ، كلها تدل على ذات واحدة ، ومسمى واحد ؛ لقوله تعالى :
" قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " ( الإسراء : 110)
وهى أيضا أوصاف لقوله تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " (الأعراف : 180)
وقد بين فى موضع آخر أن الاسم يتضمن الوصف ، وأن الغفور ذو مغفرة ، والرحيم ذو رحمة فقال : " وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ " (الرعد : 6 )
" وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ " (الكهف : 58 )
ومن ثم فإن الأدلة قاطعة فى أن الله سبحانه رحيم برحمة ، قوى بقوة ، عزيز بعزة ، وغير ذلك من الأسماء ، ودلالتها على الصفات ، فالسلف الصالح أثبتوا أسماء الله أعلاما وأوصافا ، بعكس المعتزلة الذين أثبتوا لله تعالى الأسماء ، ونفوا عنه الصفات .
أمثلة لأنواع الدلالات فى الأسماء الحسنى
(1)
اسم الله ( الملك ) يدل على ذات الله وعلى صفة الملك بدلالة المطابقة ، وعلى ذات الله وحدها بالتضمن ، وعلى صفى الملك وحدها بالتضمن .
واسم ( الملك ) يدل باللزوم على الحياة ، والقيومية ، والعلو ، والأحدية ، والسيادة ، والصمدية ، والعلم ، والمشيئة ، والقدرة ، والسمع والبصر ، والقوة ، والعدل ، والحكمة ، والعظمة.
ومن أهم القضايا المتعلقة بدلالة اللزوم إثبات علو الملك ، وفوقيته ، واستوائه على عرشه ؛ فإذا كان كل ملك فى الدنيا يلزمه لإثبات ملكه أن يستوى على عرشه ، فالملك الخالق أولى بالكمال من المخلوق ، لا سيما أنه أثبت ذلك لنفسه فقال :
" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " (طه : 5)
(2)
اسم الله ( العزيز ) يدل على ذات الله وعلى صفة ( العزة ) بالمطابقة ، وعلى أحدهما بالتضمن . فالله عز وجل له ( العزة ) كوصف ذات ؛ لأنها صفة قائمة به يستحيل وصفه بضدها، قال تعالى : " سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ " ( الصافات : 180) .
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : " يجئ المقتول آخذا قاتله ، وأوداجه تشخب دما عند ذى العزة فيقول : يارب سل هذا فيم قتلنى ؟ فيقول : فيم قتلته ؟ قال : قتلته لتكون العزة لفلان . قيل : هى لله ". (صحيح الترغيب والترهيب)
وأما (الإعزاز) فوصف فعل ، فالله عز وجل يمنح العزة لمن شاء من خلقه ، فيعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله r :
" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك ، بأبى جهل، أو بعمر بن الخطاب "
واسم الله ( العزيز ) يدل باللزوم على الحياة ، والقيومية ، والعلم ، والقدرة ، والأحدية ، والسيادة ، والحكمة ، والصمدية ، والكبرياء ، والعظمة ، والقدسية ، وغير ذلك من صفات الكمال.
(3)
اسم الله العظيم يدل على ذات الله ، وعلى صفة العظمة بدلالة المطابقة ، وعلى أحدهما بالتضمن . روى البخارى من حديث أنس رضى الله عنه أن النبى r قال : " ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يامحمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واشفع تشفع ، فاقول يارب ائذن لى فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول : وعزتى وجلالى وكبريائى وعظمتى لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله "
( البخارى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق