[المطلب الخامس]
تاريخ المذهب العقلى وظهور الجهمية
· بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية .
· مناظرة الجهم للسمنية .
· الرد السلفى على شبهة السمنية .
· موقف الصحابة فى باب الأمر والطلب .
· ظهور المعتزلة وقوة انتشار المدرسة العقلية .
· التوحيد الاعتزالى ستروا تحته : تعطيل الصفات .
· العدل الاعتزالى ستروا تحته : خلق العباد لأفعالهم .
· المنزلة بين المنزلتين ، وحكم مرتكب الكبيرة فى الدنيا .
· إنفاذ الوعيد ، وحكم مرتكب الكبيرة فى الآخرة .
· الشفاعة عند الله لها شروط لازمة .
· الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والدعوة لأصول المعتزلة .
· كيف ظهرت البدعة الكبرى .
تاريخ المذهب العقلى وظهور الجهمية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فى هذا المطلب إن شاء الله نتناول الحديث عن تاريخ المذهب العقلى فى الإسلام ، وكيف ظهرت بدعة الجهمية ، وأثرت فى ظهور الفرق والتنازع بين الطوائف الإسلامية ، وذلك من خلال المحاور التالية :
بدعة الجهمية وظهور المدرسة العقلية
أساس البلاء والشقاء ، وحامل لواء تقديم العقل و الآراء ، على كتاب الله وسنة رسوله r هو : الجهم بن صفوان ( ت: 128) .
وكان الجهم متحذلقا كثير الكلام والجدال ، ولم يكن له علم ، ولا مجالسة لأهل العلم ، بل كلامه وجداله أساسه التفلسف فى الرأى ، والسفسطة بالهوى .
وقد استمد الجهم فكره من طريقين : 1- يهودى . 2- وثنى .
الأول اليهودى : فقد تربى الجهم على يد أستاذه الجعد بن درهم ، وهو رجل من المنكرين لأوصاف الله ، بحجة نفى التشبيه والتجسيم ، أخذ جل أفكاره عن أبان بن سمعان ، تلميذ طالوت، بن أخت لبيد بن الأعصم الذى سحر النبى r .
قال ابن تيمية رحمه الله : " وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل : من أهل حرَان ، وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة ، يقايا أهل دين نمرود والكنعانيين ".
وقد قتل الجعد حدّا ؛ لكفره الصريح بآيات الله وتكذيبها ، فقد قتله الأمير خالد بن عبد الله القسرى فى يوم عيد الأضحى ، بعد أن استفتى علماء زمانه ، حيث خطب الناس ، وقال :
"ضحوا تقبل الله ضحاياكم ؛ فإنى مُضَحٍّ بالجعد بن درهم ؛ فإنه يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما " ، ثم نزل فذبحه .
فاستقى الجهم عقائده ونظرياته من أسس يهودية ، بعيدة كل البعد عن منهج الصحابة فى العقيدة الإسلامية ، وكلها تشكيك فى الوحى .
الثانى الوثنى : لقى الجهم أناسا من المشركين يقال لهم ( السُمَنية ) نسبة إلى قرية بالهند تسمى ( سومَنات ) بالهند ، وهى فرقة تعبد الأصنام ، وتقول بتناسخ الأرواح ، وتنكر الوحى والدين .
مناظرة الجهم للسمنية
قال السمنية لجهم : نناظرك ، فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت فى ديننا ، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا فى دينك . فقالوا له :
" هل رأيت إلهك ؟ قال : لا . قالوا : فهل سمعت كلامه ؟ قال : لا . قالوا : فهل شممت له رائحة ؟ قال : لا . قالوا : فوجدت له حسا ؟ قال : لا . قالوا : فما يدريك أنه إله ؟ "
فتحير الجهم ، فلم يدر من يعبد ، وترك الصلاة أربعين يوما ، ثم خرج عليهم ، وقال لمن ناظره : " ألست تزعم أن فيك روحا ؟ قال السمنى : نعم . فقال له : هل رأيت روحك ؟ قال : لا . قال : فسمعت كلامها ؟ قال : لا . قال : فوجدت لها حسا ؟ قال : لا .
قال : فكذلك الله لا يرى له وجه، ولا يسمع له صوت ، وهو غائب عن الأبصار ، وهو فى كل مكان، فالمخلوقات بمثابة الجسد ، والله فى داخلها بمثابة الروح " .
وقال : " هو هذا الهواء ، مع كل شئ ، وفى كل شئ ، ولا يخلو منه شئ ".
فزعم الجهم أن الله عز وجل حل فى مخلوقاته ، وأنه بذاته فى كل مكان ، واحتج بآيات القرآن فيما وافق رأيه :
فقوله تعالى : " لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ " ( الأنعام " 103) أخذه حجة فى نفى أوصاف الله .
وقوله تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " ( الحديد : 4) أخذه حجة فى الحلول والاتحاد .
وقوله تعالى : "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " (الشورى :11) استدل به على أن التوحيد هو : نفى الصفات ، وزعم أن من أثبت لله وصفا بما وصف به نفسه ، فهو مشبه .
وأنكر الجهم ما خالف مذهبه من النصوص ، فلما وجد قوله تعالى : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " ( طه :5) مخالفا لما ذهب إليه من القول بالحلول قال : " لو وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصحف لفعلت " .
وأما إن كانت النصوص من السنة الصحيحة ، فقد اتهمها بأنها آحاد ظنية لا تدل على اعتقاد .
الرد السلفى على شبهة السمنية
الجواب على شبهة السمنية أن يقال :
إن الله يرى فى الآخرة ، ولا يرى فى الدنيا ؛ لأنه اختبرنا فيها ، واستخلفنا فى أرضه ، فلو رأيناه أو رأينا ملائكته ، أو رأينا جنته وعذابه ، لما كان لقيام السموات والأرض بهذه الكيفية معنى . قال تعالى : " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا " (الملك :2) فكيف يتحقق معنى الابتلاء أو الإيمان بالله ونحن نراه .
وإذا كان الله لا يرى فى الدنيا ابتلاء ، فهو يرى فى الآخرة جزاء وإكراما لأهل طاعته .
ظهور المعتزلة وانتشار المدرسة العقلية
نشر الجهم عقيدة التعطيل فى ترمذ بإيران ، ومنها إلى سائر المدن بإيران ، ثم بغداد وغيرها ،
ثم مات الجهم مقتولا ، قتله سالم بن الأحوز الوالى فى الدولة الأموية .
ظهرت الجهمية كفرقة فى أواخر الحكم الأموى ، وقد تفرعت منها أكثر من عشر فرق ، كل فرقة اتخذت لنفسها عقيدة مستقلة ، وأبرز عقائد الجهمية هى : القول بنفى صفات الله ، وأن الإنسان مجبور مسير مقهور فى فعله ، وأن الإيمان هو المعرفة حتى لو كفر الإنسان باللسان ، وأن القرآن مخلوق .
وقد أضل الجهم خلقا كثيرا ، وتبعه على قوله رجل يقال له : واصل بن عطاء ، وآخر يقال له : عمرو بن عبيد ، وإليهما ينسب مذهب المعتزلة .
وكان واصل بن عطاء ( ت: 131) ضمن الطلاب فى حلقة شيخه حسن البصرى ، وهو من علماء السلف الصالح ، فجاء إلى الحلقة رجل من علماء المسلمين يسأل عن مرتكب الكبيرة ، وقبل أن يجيب الشيخ أجاب واصل : الفاسق لا هو مؤمن ، ولا هو كافر ، هو فى منزلة بين المنزلتين .
فرده الحسن البصرى وبين أن مرتكب الكبيرة مسلم فاسق لا يخرج من الملة ، وبدلا من أن يرجع واصل ويعتذر عما بدر منه ، أخذته العزة بالإثم ، وجلس إلى سارية من سوارى المسجد بالبصرة ، وانضم إليه بعد ذلك عمرو بن عبيد ، وأراذل الناس من أتباع الجهم .
فكان الحسن يقول : اعتزلنا واصل ، اعتزلنا واصل ، وأطلق عليهم الطلاب من حلقة الحسن البصرى لقب المعتزلة ، فارتسم عليهم هذا الاصطلاح عند عامة المسلمين .
وأسس المعتزلة مذهبهم على خمسة أصول اغتر بها كثير من المسلمين فى الماضى ، وكثير من العلمانيين فى الحاضر ، وهى :
الأصل الأول : التوحيد
وستروا تحته : تعطيل الصفات
وخلاصة رأيهم فى التوحيد : أن الله تعالى لا صفة له ؛ لأنه منزه عن الشبيه والمثيل ، كما قال : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " فزعموا أنهم هم أهل التوحيد وخاصته ، المنزهون لربهم عن التشبيه .
وهذا القول يناقض الفطرة ، بل يسخر منه العقلاء ، فهل يصح أن نقول مثلا – ولله المثل الأعلى – الأمير لا نظير له ، فيقال لك : فى ماذا ؟ أو : ما الذى انفرد به ؟ فتقول : لا شئ ، فلا صفة له أصلا .
ولا تظن أن عاقلا سيقبل ذلك على نفسه ، فضلا عن ربه ، فالعقلاء يمدحون غيرهم بإثبات الصفات التى تليق بهم .
والموحدون لله حقا ، يحمدون ربهم بإثبات أسمائه الحسنى ، وصفاته العلى .
الأصل الثانى : العدل
وستروا تحته : خلق العباد لأفعالهم
قالوا : إن الله لا يخلق الشر ، ولا يقضى به ؛ إذ لو خلقه ثم عذبهم عليه ، كان ذلك جورا وظلما ، والله تعالى لا يظلم ولا يجور .
وقد يفتن العلمانيون والماديون ، الذين لا يؤمنون بالتقدير وجريان المقادير بهذا الأصل ، وأيضا كثير من العامة الذين يرددون قول الفاسقين : ( قدر أحمق الخطى .. سحقت هامتى خطاه) وهذه الكلمة كفيلة وحدها بإخراج قائلها من الإسلام ، إن كان يدرك معناها ، ويفهم لوازمها .
وهذا الأصل الفاسد يلزمهم فيه : أن الله تعالى يكون فى ملكه ما لا يريد ، فيريد الشئ ولا يكون . ولازمه : وصفه سبحانه بالعجز ، فى مقابل وصفهم بالمشيئة .
وعقيدة أهل السنة والجماعة هى : الإيمان بعموم المشيئة الإلهية ، وأن ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن . قال تعالى : " وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " ( التكوير : 29)
الأصل الثالث : المنزلة بين المنزلتين
وفيه : حكم مرتكب الكبيرة فى الدنيا
ويقصدون أن مرتكب الكبيرة فى الدنيا فى منزلة بين الإيمان والكفر ، خرج من الإيمان ، ولم يدخل الكفر ، فليس بمؤمن ولا كافر .
أما حكم مرتكب الكبيرة فى الآخرة - فهم يتفقون فى ذلك مع الخوارج – حيث يقولون بأنه مخلد فى النار ، ولايخرج منها أبدا ، ولا تجوز فيه شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم .
والفرق بين المذهبين : أن الخوارج يقولون ان مرتكب الكبيرة فى الدنيا كافر خارج من الملة، والمعتزلة يقولون هو فى منزلة بين المنزلتين ، أو بين الإيمان والكفر .
وقول أهل السنة والجمعة فى مرتكب الكبيرة : أنه مسلم فاسق ، وهو تحت المشيئة يوم القيامة ، إن شاء الله عفا عنه ، وإن شاء عذبه .
الأصل الرابع : إنفاذ الوعيد
وفيه : حكم مرتكب الكبيرة فى الآخرة
ويعنى عندهم أن الله عز وجل يجب عليه أن يعاقب مرتكب الكبيرة من المسلمين ، ويخلده فى النار أبد الآبدين ، ولا يجوز أن يخرجه من النار بشفاعة أحد من المؤمنين ، ولو كان الشافع هو سيد الأنبياء والمرسلين .
وأصل ضلالهم أنهم طبقوا نظام الشفاعة عند البشر على الله ، وشتان بين الشفاعة عند الناس ، والشفاعة عند الله .
فالشافع فى الدنيا يؤثر على من يشفع عنده ؛ لعدة أسباب منها :
1- صلة القربى بينهما : فالإنسان يشفع لأمه وأبيه ، أو لأخيه وبنيه ، حتى يتغاضى عن خطئه ولو خالف اللوائح والقوانين .
وأما رب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ؛ فلا تسرى عليه علاقة الأنساب والأرحام بين الناس ، فهو واحد أحد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد .
2- ومن الأمور المؤثرة فى قبول الشفاعة بين الناس فى الدنيا ، والتى لا تقاس بها شفاعة رب العالمين :
اجتماع الرعية على تنصيب حكامهم ، أو عزلهم ؛ فلا يمكن لرئيس أو ملك أن يصل إلى ملكه بمفرده ، فلابد له من أعوان نصروه ، وإخوان أيدوه ، حتى أصبح ملكا مطاعا بعونهم ، من أجل ذلك فإن الملك يقبل الشفاعة ممن عاونوه ، ويصدر أوامره لأجلهم على غير مشيئته ، وقد يعطل الأحكام ، ويظلم الرعية ، وربما يكون فى فعله مجبورا ، أو خائفا من خلعه من كرسيه مذعورا .
وأما رب العزة والجلال فلا شريك له فى ملكه ، ولا ظهير له فى تدبير شئون خلقه ، فمن صاحب الفضل عليه ، ومن أعانه فى إنشاء الخلق ؟ ومن ذا الذى يؤثر فى مشيئته وقدرته ؟ فإن جميع الخلق لو أعرضوا عن الحق تعالى ، أو كفروا به ، فإن ملك الملوك لا يزول عن ملكه ، كما هو حال ملوك الدنيا ، فإنه رب العرش العظيم الذى لا ينعزل عن عرشه ، وهو الغنى عمن سواه .
3- ومن الأمور المؤثرة فى قبول الشفاعة بين البشر، والتى لا تقاس بها شفاعة رب العالمين :
صفة النقص التى تعترى الحكام والملوك ، فقد يتحكم بعض الرعية فى الملك بسبب نقاط ضعفه ، وإذاعة أخباره ، أو كشف ما هو مستور من أسراره ، فيضطر الحاكم إلى المقايضة فى مقابل السكوت ، ويقبل الشفاعة من المملوك ، ولا ينصف المظلوم .
أما رب العزة والجلال فهو منزه عن كل نقص وعيب ، فمن ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه ؟
وعلى ذلك فلا تقاس الشفاعة عند الله ، على الشفاعة عند المخلوقين ، كما فعل الخوارج والمعتزلة ، الذين يقيسون عالم الغيب على عالم الشهادة .
الشفاعة عند الله لها شروط لازمة
وهى :
1- أن يكون الشافع والمشفوع كلاهما من أهل التوحيد .
فإن الكافر أو المشرك لا شفاعة له ، أو فيه .
2- الإذن للشافع . فليس لأحد حق على الله ، أو فضل عليه تعالى ليشفع عنده بغير إذنه .
3- الإذن للمشفوع فيه .
4- الإذن بنوعية الشفاعة . فالنبى r يحد له حد ، يتضمن نوعية الشفاعة لكل فرد .
قال ابن القيم رحمه الله : " إن أمر الشفاعة أظهر عند الأمة من أن يقبل شكا أو نزاعا ، وهو عندهم مثل الصراط والحساب ونحوهما ، مما يعلم إخبار الرسول r به قطعا " .
وقال أبو الحسن الأشعرى رحمه الله : " وأجمعوا على شفاعة النبى r لأمته ، وعلى أنه يخرج من النار قوما من أمته ، بعد ما صاروا حمما ، فيطرحون فى نهر الحياة ، فينبتون كما تنبت الحبة فى جانب السيل " .
وقال ابن تيمية رحمه الله : " فمن أنكر شفاعة نبينا r فى أهل الكبائر، فهو مبتدع ضال ، كما ينكرها الخوارج والمعتزلة " .
الأصل الخامس : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
وفيه : الدعوة لأصولهم
ويقصدون به : الدعوة لأصولهم الخمسة . فالمعروف عندهم هو : من اعتنق أصولهم ، والمنكر عندهم هو : اتباع مذهب السلف أهل السنة والجماعة .
كيف ظهرت البدعة الكبرى
فى بداية القرن الثالث الهجرى ، تصادق المأمون بن هارون – وهو من أبرز خلفاء الدولة العباسية – مع بعض دعاة المعتزلة ، فقرب إليه رجلا يقال له : بشر بن غياث المريسى ، ذا أصل يهودى، وكان قد نظر فى صفات الله بالفكر الجهمى ، فقال به ، وأعلن القول بخلق القرآن، حتى كان عالم الجهمية فى عصره ، فمقته أهل العلم وناظروه ، وحكم عليه بعضهم بالفسق وكفروه .
وتقوم فكرة الجهمية فى القول بخلق القرآن على منهجهم فى نفى أوصاف الكمال ، بحجة أن إثباتها يدل على التشبيه والمحال ، وأن اعتقاد ظاهرها باطل وضلال ، فرتبوا على هذا الأصل نفى صفة الكلام ، بزعم إن إثباتها تشبيه لله بالإنسان .
وقد استفحل أمر المعتزلة ، وكثر عددهم ، وانتشر فى البلاد خبرهم ، وقربهم خلفاء الدولة العباسية، وجعلوهم فى أعلى المناصب القيادية ، بحجة أنهم كانوا يجادلون الزنادقة والشيعة والجبرية مجادلة عقلية ، ويغلبونهم فى المناظرات الكلامية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق