الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن
فكل ما مدحه القرآن تخلق به
وكل ما ذمه القرآن كان أبعد الناس عنه
ومن الصفات التى مدحها الله تعالى فى القرآن
وتدخل صاحبها الجنة :
( الحفيظ )
قال تعالى:
" هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ " أى : الجنة
(ق:32)
والحفيظ هو الذى يحفظ ما أمره الله تعالى بحفظه
ويحفظ حدود الله كلها وأوامره ونواهيه فلا يتعداها ولا يقربها
قال تعالى :
" وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " ( التوبة : 112 )
ومن أعظم ما يجب حفظه:
الصلاة:
قال تعالى:
" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ"
(المعارج:34).
الحفيظ هو الذى يحافظ على الصلاة فى وقتها
ويحافظ على وضوئها وخشوعها
و يتم ركوعها وسجودها
ويقيم أركانها وواجباتها .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم
"من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة"
( رواه أحمد، وصححه الشيخ أحمد شاكر )
حفظ الطهارة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
"لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"
(رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني).
الحفيظ يحافظ على طهارته الكاملة
بإزالة النجاسات من بدنه وثوبه والمكان الذى هو فيه
ويتطهر من الحدث الأكبر الاغتسال
ومن الحدث الأصغر بالوضوء .
حفظ الرأس والبطن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الاستحياء من الله حق الحياء
أن تحفظ الرأس وما وعى
وتحفظ البطن وما حوى"
( رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
الحفيظ هو الذى يحفظ عقله من تسرب العقائد الفاسدة إليه
ويحفظه من تسلل الشهوات المحرمة إليه عن طريق السمع والبصر .
والحفيظ يحفظ بطنه من تناول المحرمات من المطاعم والمكاسب.
حفظ اللسان والفرج:
الحفيظ هو الذى يحفظ لسانه من المحرمات
ومن اللغو فلا ينطق إلا بخير
والحفيظ يحفظ فرجه إلا من زوجته .
قال تعالى :
" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ "
( المؤمنون : 5-7)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من حفظ ما بين لحييه
وما بين رجليه دخل الجنة"
( رواه الترمذي، وصححه الألباني)
لحييه : فكيه . والمراد اللسان.
حفظ الزوجة أسرار زوجها وبيتها :
قال تعالى :
" فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ " ( النساء : 34)
حفظ اليمين:
قال تعالى : " وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ " ( المائدة : 89)
فالحفيظ يحفظ اسم الله تعالى عن التلاعب به
فلا يكثر الحلف باسمه تعالى بغير داع
ولايحلف بالله كاذبا
وإذا حلف لم يحنث
إلا إذا كان الخير فى خلاف ما أقسم عليه
فيكفر عن يمينه ويفعل الخير .
قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضى الله عنهما :
يا غلام إني أعلمك كلمات
احفظ الله يحفظك
احفظ الله تجده تجاهك "
( رواه الترمذي، وصححه الألباني)
فمن حفظ حدود الله تعالى حفظه الله
ومن أمثلة ذلك:
الحفظ من مكر الأعداء:
كما حفظ الله تعالى إبراهيم -عليه السلام- في النار:
قال -تعالى-:
"وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ"
(الأنبياء:70).
وحفظ يوسف -عليه السلام- في البئر
وحفظ محمد -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة.
الحفظ للأهل والولد:
كما فى سورة الكهف حفظ الله تعالى للغلامين الصغيرين:
قال -تعالى-:
"وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ
وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ"
(الكهف:82).
الحفظ للجوارح:
فكان الرجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم يجاهد إلى عمر الثمانين.
وكان المحب الطبري يقفز من الشاطئ إلى السفينة وهو شيخ كبير، فقيل له في ذلك، فقال: "هذه أعضاء حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر".
الحفظ من شر الدواب والسباع:
كما فى قصة حفظ سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأسد، عن سفينة قال: "
ركبت البحر في سفينة فانكسرت فركبت لوحا منها فطرحني في أجمة فيها أسد فلم يرعني إلا به فقلت:
يا أبا الحارث ( وهو اسم للأسد )
أنا مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطأطأ رأسه وغمز بمنكبه
فما زال يغمزني ويهديني إلى الطريق
حتى وضعني على الطريق
فلما وضعني همهم فظننت أنه يودعني"
( رواه الحاكم والطبراني في الكبير، وصححه الألباني).
مكانتك عند الله
بقدر مكانة الله تعالى ودينه وشريعته فى قلبك
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق