[ المطلب السابع والعشرون]
من ضوابط إحصاء الأسماء الإطلاق ودلالة الاسم على الوصف
· الدليل على أنه يلزم لإحصاء الأسماء الإطلاق .
· شرط الإطلاق لاينفى التقيد العقلى بالممكنات .
· اقتران الأسماء بالعلو المطلق والفوقية لاينافى الإطلاق .
· أمثلة لأسماء مقيدة لم ينطبق عليها شرط الإطلاق .
· التزام من تتبعوا إحصاء الأسماء الحسنى بشرط الإطلاق .
· أنواع التقييد فى الأسماء الوارد فى الكتاب والسنة .
· الدليل على أنه يلزم لإحصاء الأسماء دلالتها على الوصف .
· مثال مالم يتحقق فيه دلالة الاسم على الوصف .
من ضوابط إحصاء الأسماء الإطلاق ودلالة الاسم على الوصف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فى هذا المطلب بإذن الله نتناول الحديث عن ضابطين آخرين من ضوابط إحصاء أسماء الله الحسنى ، وهما شرط الإطلاق وشرط دلالة الاسم على الوصف ، وذلك من خلال المحاور التالية:
الدليل على أنه يلزم لإحصاء الأسماء الإطلاق
أسماء الله الحسنى ترد على نوعين ، إما مطلقة وإما مقيدة ، ومن الضوابط الأساسية اللازمة لإحصاء الأسماء الحسنى أن يرد الاسم فى سياق النص مطلقا ؛ يفيد المدح والثناء على الله بنفسه ، دون إضافة مقيدة ، أو قرينة ظاهرة ، ويدل على الحسن والكمال حيثما ذكر، بلا قيد أو شرط . والدليل قوله تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " (الأعراف : 180) والحسنى هى : البالغة الحسن بلا حد أو قيد .
وأما الأسماء المقيدة فيجب ذكرها مقرونة يقيدها كما وردت فى السياق ، ولو أطلق المقيد قد يتطرق إليه احتمال النقص ، فلا بد من مراعاة شرط الإطلاق والتقييد ، فما أطلقه الله ورسوله r أطلقناه، وما قيدناه قيدناه ، ولا يصح إطلاق المقيد ، أو فصل المضاف ؛ لأن الله تعالى أمرنا أن نذكره كما هدانا .
ودلالة الاسم المطلق على الحسن والكمال أكبر وأعلى ، من دلالة الاسم المقيد بإضافة أو غيرها ، فينبغى تقديم ما دل على الحسن بإطلاق ، على ما دل عليه بتقييد ، وقد قدم الله تعالى اسمه الأعظم وهو اسم الجلالة على اسمه الرحمن فقال : " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " ( الإسراء :110) ، واسما (الحى القيوم) دلالتهما على الكمال معا ، أعلى من سائر الأسماء المطلقة المفردة .
اقتران الأسماء بالعلو المطلق والفوقية لا ينافى الإطلاق
يدخل فى معنى الإطلاق اقتران الاسم بالعلو المطلق ، لأن معانى العلو جميعا سواء علو الشأن ، أو علو القهر ، أو علو الذات والفوقية هى فى حد ذاتها إطلاق .
فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال ، فكل اسم اقترن بمعانى العلو أوالفوقية ؛ فهو مطلق فى الدلالة على الحسن والكمال ، يفيد المدح والثناء على الله بنفسه .
قال تعالى : " وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(التوبة : 39) ورد الاسم مطلقا معرفا ومنونا مرادا به العلمية ومقرونا بمعانى العلو والفوقية . وفى موضع آخر ذكره مطلقا فقط من غير اقتران بالعلو فقال : " وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "( الممتحنة : 7) وبالمقارنة بين الموضعين نجد أن العلو والفوقية على كل شئ لايحد من إطلاق الوصف ، بل يزيده كمالا على كمال ، وجمالا فوق الجمال
وقال تعالى : " وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا " (النساء : 85) ، " وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (سبأ : 47) ، " وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ " (سبأ : 21) ، " وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا " (الأحزاب : 52) " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا " ( النساء : 86) ، " وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا " ( الكهف : 45) ، "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ " (الأنعام: 18).
وكذلك إذا ورد الاسم معرفا بالألف واللام مطلقا بصيغة الجمع والتعظيم ؛ فإنه يزيد الإطلاق عظمة وجمالا : كما فى قوله تعالى : " فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ " ( المرسلات : 23) ، " وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ " ( الحجر : 23) ، " وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ " ( الصافات : 75)
شرط الإطلاق لاينفى التقييد العقلى بالممكنات
إذا كانت الأسماء الحسنى لا تخلو فى أغلبها من تصور التقييد العقلى بالممكنات ، فى ارتباط آثارها بالمخلوقات كاسم الله (الخالق) و(الرازق) ، أو لاتخلو من تخصيص عقلى ما يتعلق ببعض المخلوقات دون بعض كاسم الله ( العفو والغفور والرحيم)
فإن ذلك التقييد لايطلق تحت شرط الإطلاق المذكور ، وإنما المقصود هو التقييد بالإضافة الظاهرة فى النص ، التى تستدعى أن يذكر الاسم كما ذكره الله ورسوله مثل ( الغافر والقابل والشديد) فى قوله :
" غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ" ( غافر: 3)
وكذلك الفاطر والجاعل فى قوله تعالى :
" الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا " ( فاطر: 1)
والمنزل والسريع فى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم "
" اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب "
هذا كله تقييد ، يجعل حسن الاسم مقرونا بالإضافة الظاهرة فى النص ، ولو أطلق لا يصح .
أمثلة لأسماء مقيدة لم ينطبق عليها شرط الإطلاق
ومن الأسماء التى لم ينطبق عليها شرط الإطلاق :
( المحيى والرفيع والفالق والمخرج والحفى والجامع)
حيث ورد (المحيى) مقيدا فى قوله تعالى :
" إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى" ( فصلت :39)
والرفيع فى قوله تعالى : "رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ" ( غافر : 15)
و(المستعان) فى قوله تعالى : "وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ " ( يوسف : 18)
ولا يرد (المستعان) فى أى موضع من القرآن والسنة إلا مقيدا .
وقد يظن البعض أن الاسم ورد مطلقا فيما رواه البخارى عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه لما قال له النبى r عن عثمان رضى الله عنه:
" افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه "
فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله r فحمد الله ثم قال : " الله المستعان " .
والأمر ليس كذلك ؛ لأن المقصود هو طلب عثمان الاستعانة والصبر على إنجاز مقتضى الوعد . ل
ذلك شك أبو موسى فى قول عثمان هل قال : الله المستعان أم طلب الصبر من الله ؟
ففى رواية قال: فقال: " اللهم صبرا أو الله المستعان" .
وكثيرا ما يدعو المسلمون به فى حياتهم اليومية لطلب الاستعانة على حاجة ما ، فيذكر أحدهم الاسم مختصرا من غير إضافة ، وهو يعنى الاستعانة المقيدة بقضاء حاجة بعينها ، قد ذكر الدعاء بسببها ولأجلها .
التزام من تتبعوا إحصاء الأسماء الحسنى بشرط الإطلاق
عند مراجعة ما قام به العلماء فى تتبعهم لإحصاء الأسماء الحسنى ، نجد أنهم جميعا يجمعون أولا الأسماء المطلقة من القرآن والسنة ، أو من القرآن فقط ، فإن عجز أحدهم عن استكمال التسعة وتسعين اسما ، أدخل بعضا من الأسماء المضافة والمقيدة وترك أكثرها .
وقد كان ابن حزم من أشد الناس التزاما بجمع الأسماء المطلقة ، فذكر نيفا وثمانين اسما اعتقدها جميعا أسماء مطلقة ، تفيد المدح والثناء بنفسها ، وأنها ثابتة بنصها وصيغتها فى الكتاب والسنة .
وكان فى استطاعته أن يحصى ماشاء من الأسماء المضافة والمقيدة ، ولكنه لم يفعل ، وفضل أن يترك الأمر لمن جاء بعده .
وقد استبعد ابن حزم من الأسماء المشهورة :
الأسماء المقيدة وهى : (المنتقم والبديع والرافع والنور والمحيى والجامع والهادى وذو الجلال والإكرام)
فى حين أدخل فى الأسماء الحسنى مما لم يرد فى الأسماء المشهورة : واحدا وعشرين اسما وهى : (
الأكرم الرب الإله القريب الشاكر القاهر القدير الأحد الأعلى الخلاق العليم السيد السبوح الوتر المحسن الجميل الرفيق المسعر المبين الشافى المعطى )
ولم يوفق ابن حزم فى إدراج اسم (الدهر) لعدم دلالته على الوصف ، ولأنه من إضافة المخلوق لخالقه .
وكذلك (الأكبر والأعز) ظنا منه أنها وردت فى رواية مرفوعة ، والأمر ليس كذلك ، فاسم ( الأكبر) ورد فى حديث ضعيف ، واسم ( الأعز) ورد فى رواية موقوفة .
ومن راجع جمع العلامة ابن حجر وجد أنه رحمه الله كان ينكر على كل من أخذ الأسماء اشتقاقا ، وكل من لم يلتزم ثبوت النص ، وعلمية الاسم ، وشرط الإطلاق .
فلما عجز عن إحصاء سبعة وعشرين اسما مطلقا ، ليضيفها إلى الاثنين والسبعين المطلقة التى انتقاها من الأسماء المشهورة ورآها صحيحة ، ولما لم يجد فى القرآن إلا خمسة عشر اسما فقط ، اضطر إلى مخالفة منهجه فى إدخال بعض الأسماء المضافة ليكمل التسعة وتسعين ، وترك البعض .
وأما الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، فقد اعتمد فى منهج الإحصاء على تتبع الأسماء التوقيفية ، التى وردت بنصها مطلقة غير مقيدة ، إلا فى بعض الأسماء التى تردد فى إدخالها كما فى اسم (الحفى) لأنه ورد مقيدا قى قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام :
" إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا " (مريم :47)
مع غض النظر عن إدخاله (العالم والحافظ والمحيط) حيث اعتقدها مطلقة وهى ليست كذلك .
وكذلك الشيخ عبد المحسن العباد ، والشيخ عبد الله صالح الغصن ، والشيخ علوى بن عبد القادر السقاف حفظهم الله جميعا التزموا فى المقام الأول بإحصاء ما ورد فى النص بصيغة الاسم مطلقا من غير تقييد ، حتى بلغ إحصاء كل منهم للأسماء المطلقة ما يقارب بضعا وتسعين اسما.
وهذا يدل على أن شرط الإطلاق ، هو الأصل عندهم وعند غيرهم فى الأسماء الحسنى .
أنواع التقييد فى الأسماء الوارد فى الكتاب والسنة
إذا لم يرد الاسم مطلقا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه ، فإنه اسم مقيد يفيد المدح والثناء على الله بغيره ، ولابد من ذكره كما ورد فى التوقيف .
وإذا كان الاسم قد ورد فى موضع مطلقا ، وورد فى موضع آخر مقيدا ؛ فإنه مطلق لتضمنه المقيد ، وليس العكس ، ومثال ذلك :
اسم ( السميع البصير) كل منهما ورد مطلقا معرفا بالألف واللام فى قوله تعالى :
" وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " ( الشورى :11)
وورد اسم الله (السميع) مقيدا بالدعاء كما فى قوله تعالى : " إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ " ( آل عمران :38)
وكذلك اسمه ( البصير) ورد مقيدا بالعباد فى قوله تعالى : " وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ " ( آل عمران 20)
ومن ثم لم يذكر فى الأسماء المقيدة سميع الدعاء ، ولا بصير بالعباد ؛ لأن هذه الأسماء وإن كانت مقيدة إلا أن إطلاق اسم (السميع والبصير) يشملها ويتضمنها على أى تقييد كان ، فالأسماء المطلقة يمكن تقييدها وليس العكس.
وكذلك اسمه (اللطيف) ورد مطلقا ، وورد مقيدا فى قوله تعالى : "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ" (الشورى :19)
واسمه : (الواسع ) ورد مطلقا ، وورد مقيدا فى قوله تعالى :" إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ " (النجم :32)
ومن ثم فإن الاسم إذا ورد مطلقا فلا يذكر ضمن الأسماء المقيدة ، سواء كان وروده مضافا كالسميع فى صيغة ( سميع الدعاء ) ، أو كان وروده فى المضاف إليه كالخالق فى صيغة (أحسن الخالقين ) .
وإذا ورد الاسم مقيدا ، مع اختلاف ما قيد به اعتبر اسما واحدا مثل : ( الجامع والأهل والشديد والسريع .. ) كل منها اسم مقيد ، ولو تنوع المضاف إليه .
وكذلك إذا ذكر الاسم المقيد بتركيب لاسم من الأسماء الخمسة ، مضافا إلى الوصف الذى تضمنه اسم مطلق أو مقيد ، فلا يذكر فى الأسماء المقيدة ، لأن ذكر الاسم يشمله ويتضمن الدلالة عليه . ومثال ذلك تضمن اسم (الرحيم) لذى الرحمة ، و(القوى) لذى القوة .
والتقييد الوارد فى أسماء الله المقيدة الثابتة بنصها على عدة أنواع :
النوع الأول : التقييد الصريح :
كما فى قوله تعالى : " إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ " ( السجدة : 22)
فاسمه (المنتقم) مقيد بالمجرمين ، ولا يصح الإطلاق الذى يتناول جميع الناس كالأنبياء والمرسلين ؛ لأنه يناقض معنى الحسن فى اسمه تعالى .
ومثال التقييد الصريح أيضا ما ورد فى اسم : ( الخادع والحفى والصاحب والخليفة ) فإن الله هو الحفى بإبراهيم عليه السلام ، وهو الصاحب فى السفر ، والخليفة فى الأهل ، والغالب على أمره ، والقائم على كل نفس بما كسبت ، وهو كاشف الضر ، والمحيط بكل شئ ، والمقلب لقلوبنا والمصرف والمثبت لها .. الخ
مثل هذا النوع ينبغى أن يذكر كما ورد النص به ، مقرونا فيه الاسم بغيره من أنواع الإضافة أو التقييد أو التخصيص .
النوع الثانى : التقييد بالإضافة :
والأسماء فيه تفيد المدح والثناء على الله بذكر المضاف إليه ، كما فى اسمه (الشديد) حيث أضافه للعقاب والمحال ، فهو سبحانه شديد العقاب والمحال .
ومثله (أهل التقوى وأهل المغفرة ، وبديع السموات ، ونورها ، وفاطرها ، وخير الحافظين والراحمين والحاكمين)
وكذلك ذو المضافة إلى وصف من أوصاف الله أو خلق من خلقه ( كذى الجلال والإكرام وذى العرش وذى المعارج ) .
النوع الثالث : التقييد الظاهر فى سياق النص :
كما ورد فى اسمه ( الزارع والمنزل والمنشئ ) فى قوله تعالى :
" أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ" (الواقعة :63 ،64)
فـ (الزارع) اسم مقيد فى النص ، بما يحرثون .
وقوله تعالى : " أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ " (الواقعة: 68 ،69) فـ(المنزل) اسم مقيد فى النص، بالماء الذى يشربون .
وقوله تعالى : " أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ . أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ " ( الواقعة : 71 ،72) و(المنشئ) اسم مقيد فى النص ، بالنار التى يشعلونها .
و(الموسع والماهد) فهما اسمان مقيدان فى صريح النص بالسماء والأرض كما فى قوله تعالى : " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ " (الذاريات :47 ،48)
الدليل على أنه يلزم لإحصاء الأسماء دلالتها على الوصف
لابد لإحصاء الاسم من دلالته على الوصف ، وأن يكون اسما على مسمى ، فأسماء الله لا تكون حسنى وهى بلا معنى ، فلا بد من دلالتها على المعنى الذى تضمنه كل اسم من أسماء الله والذى يختلف عن الآخر
ودليل ذلك قوله تعالى : " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " ( الأعراف : 180)
ووجه الاستدلال أن دعاء الله بها مرتبط بحال العبد ومطلبه وما يناسب حاجته واضطراره ، من ضعف أو فقر، أو ظلم أو قهر ، أو مرض أو جهل ، أو غير ذلك من أحوال العباد .
كما أن الأسماء الجامدة لا مدح فيها ، ولا دلالة لها على الثناء ، ولا معنى لها، لا قيمة لتعدادها أو إحصائها .
مثال ما لم يتحقق فيه دلالة الاسم على الوصف
اسم (الدهر) فهو اسم جامد لايتضمن وصفا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه .
ويلحق بذلك ( الحروف المقطعة ) فى أوائل السور ، والتى اعتبرها البعض من أسماء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق