مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

الإيمان قول ، وعمل ..

يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ..

يزيد بالتفكر ، وينقص بالغفلة ..

يزيد بالتصديق والامتثال ، وينقص بالشك والإعراض ..

هيا نؤمن ساعة .. مدونة تزيدك إيمانا ..

بعلم نافع تتعلمه .. بعبرة تعتبر بها .. بسنة تمتثلها .. بآية تتدبرها .. بشبهة تمحوها ..

صفحاتها : روضة من رياض الجنة

تأنس فيها بذكر الله .. وترضى فيها بشرعه .. وتتدبر أمره ونهيه ..

اغتنم خيرها بالعمل بما فيها ، والدعوة إليه .

كان من دعاء ابن مسعود رضى الله عنه :

" اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها " .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الجمعة، 20 مايو 2011

المطلب الثانى والعشرون: الأسماء الصحيحة في جمع السلف


[ المطلب الثانى والعشرون]
الأسماء الصحيحة فيما جمعه السلف وابن حزم وابن حجر

·      إحصاء أبى زيد وإقرار سفيان واستدراك جعفر .

·      تحقيق الأسماء التى استخرجها الثلاثة من سورة البقرة .

·      الزيادة التى استدركها جعفر على أبى زيد من سورة البقرة .

·      سهو الأئمة الثلاثة عن كثير من الأسماء فى سورة البقرة . 

·      سهو الإمام جعفر فيما استدركه من آل عمران .

·      سهو الأئمة الثلاثة عن كثير من الأسماء فى القرآن .

·      المتتبع لإحصاء الثلاثة يجد أسماء لا دليل عليها .

·      جمع العلامة بن حجر لأسماء الله الحسنى .

·      ابن حجر يحذف سبعة وعشرين اسما من الأسماء المشتهرة .

·      التعقيب على منهج ابن حجر فى نقده للأسماء المشتهرة .

·      أغرب الأشياء فى إحصاء العلامة بن حجر .

·      منهج ابن حزم فى إحصاء الأسماء الحسنى .


الأسماء الصحيحة فيما جمعه السلف وابن حزم وابن حجر

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    فى هذا المطلب بإذن الله تعالى نتناول الحديث عن الأسماء الصحيحة فيما جمعه علماء السلف الصالح وابن حزم وابن حجر رحمهم الله جميعا ، من خلال المحاور التالية :

إحصاء أبى زيد وإقرار سفيان واستدراك جعفر

    قال ابن حجر العسقلانى رحمه الله فى الفتح ، بعد أن بين أن تعيين الأسماء الواردة فى رواية الترمذى ضعيف ، وأنه مدرج فى الحديث من قبل الوليد بن مسلم : 

" وروينا في فوائد تمام من طريق أبي الطاهر بن السرح عن حبان بن نافع عن سفيان بن عيينة الحديث ، يعني حديث "إن لله تسعة وتسعين اسماً" قال:   

    فوعدنا سفيان أن يخرجها لنا من القرآن ، فأبطأ ، فأتينا أبا زيد فأخرجها لنا ، فعرضناها على سفيان ، فنظر فيها أربع مرات وقال: نعم هي هذه، وهذا سياق ما ذكره جعفر وأبو زيد قالا: ففي الفاتحة خمسة : الله رب الرحمن الرحيم مالك" . 

ونلاحظ أن الأسماء الخمسة وردت بصيغة الاسم ، وجميعها وردت مطلقة ، ونلاحظ أيضا أن الأئمة الثلاثة لم يشتقوا الأسماء من الأفعال ، حتى لو دلت على الكمال ، فلم يشتقوا اسم ( الهادى ) من الفعل اهدنا .

تحقيق الأسماء التى استخرجها الثلاثة من سورة البقرة 

    قال ابن حجر فى بيان ما جمعه أبو زيد اللغوى، وشاركه الإمام جعفر الصادق ، وأقرهما سفيان بن عيينة: " وفي البقرة محيط قدير عليم حكيم علي عظيم تواب بصير ولي واسع كاف رءوف بديع شاكر واحد سميع قابض باسط حي قيوم غني حميد غفور حليم  ."   

ونلاحظ أن بعض الأسماء أخذ نصا 
مثل اسم (المحيط) أخذه أبو زيد من قوله تعالى : " وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ"(البقرة : 19) 

 وأخذ اسم (التواب) من قوله تعالى : "إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (البقرة : 37)  

 واسم (البصير) من قوله تعالى : " وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " وغيرها .  

ووقع السهو فى بعض الأسماء مثل
 اسم (الكافى) : أخذه أبو زيد اشتقاقا من الفعل فى قوله تعالى :" فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ " ( البقرة : 137)  

وهو سهو منه ؛ لأن سورة البقرة لم يرد فيها اسم ( الكافى ) 

وكان ينبغى أن يؤخذ مقيدا من قوله تعالى : " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ "(الزمر : 36) ولو صح أنه أخذه اشتقاقا كما زعم البعض ، لما ترك إحصاء اسم (الفتاح) اشتقاقا من الفعل فى قوله تعالى : "قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ " (البقرة :76)  

وأيضا أخذ اسمى (القابض) و(الباسط) اشتقاقا من قوله تعالى : "وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ " (البقرة :245)  وهو سهو منه لأنه لا دليل على الاسمين إلا فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم : " إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق " (صحيح ابن ماجة ).

الزيادة التى استدركها جعفرعلى أبى زيد من سورة البقرة

    قال ابن حجر رحمه الله : " وزاد جعفر : إله قريب مجيب عزيز نصير قوي شديد سريع خبير "

  استدرك الإمام جعفر الصادق تسعة أسماء على ما جمعه أبو زيد ، وهى : 

اسم (الإله) ورد مع اسم (الواحد) فى قوله تعالى : " قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا " (البقرة :133) فأخذ أبو زيد (الواحد) وترك (الإله) 

واسم (القريب) كذلك استدركه عليه من قوله : " فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " (البقرة :186) 

وأما اسم (العزيز) فورد فى قوله تعالى : " إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (البقرة :129) .

واستدرك من الأسماء المقيدة : (الشديد) من قوله تعالى : "وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ " (البقرة:165) 

و(السريع) من قوله تعالى : "وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ " (البقرة:202) 

و(الخبير) فى قوله تعالى : "وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " (البقرة:271) . 


    وأما الأسماء التى سها فيها جعفر رحمه الله فهى : اسم (المجيب) ؛ لأنه أخذه من قوله تعالى : " فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " (البقرة :186) ولا يصح أن يؤخذ اشتقاقا من الفعل، بل يؤخذ من قوله تعالى : "إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ " (هود:61) 

وأيضا اسم (النصير) أخذه بمفهوم المخالفة من قوله تعالى : " وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ " (البقرة :107) والصواب أن يؤخذ من قوله تعالى : " نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " (الأنفال :40) 

وكذلك اسم (القوى) ولم يرد فى سورة البقرة ، ولكن ورد فى قوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (الأنفال :52) .


سهو الأئمة الثلاثة عن كثير من الأسماء فى سورة البقرة 

    لقد سها الأئمة الثلاثة رحمهم الله عن أسماء توقيفية ، وردت جميعها فى سورة البقرة بصيغة الاسم ، وهى : ( البارئ المولى ذو الفضل المبتلى الجاعل المخرج ) وهى وإن كانت فى مواضعها مضافة أو مقيدة ، إلا أنها متفقة تماما مع منهجهم فى الإحصاء ، ويفترض إدخالها كما أدخلوا الأسماء المقيدة الآتية : ( محيط بديع شديد ولى سريع) .

سهو الأئمة الثلاثة عن الأسماء لايقدح فى مكانتهم 

    وننبه إلى أن هؤلاء الأعلام الثلاثة ، هم من أئمة السلف وخير القرون ، وهم أهل السبق والفضل ، غير أننا نعتقد أنهم بشر يؤخذ منهم ويرد ، وأن العصمة فى كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن العقيدة الحق مبنية على تعظيم الدليل ، دون اعتبار كلام العلماء بمنزلة الوحى الإلهى ، بل قد اتفق السلف جميعا على القول بما يقتضيه الدليل النصى ، فلو فات أحدهم دليلا من القرآن أو السنة ، فهو مع الدليل الذى سها عنه ، يصدق به تصديقا جازما إن كان خبرا ، وينفذه تنفيذا كاملا إن كان أمرا . 

ومعلوم أن النظر فى استدلالهم وأدلتهم لا يؤثر أبدا فى مكانتهم ؛ وإنما القصد أن يعلم خطأ من زعم أن أقوال السلف توقيفية ، وسوى بين ما لم يرد فى كلام السلف ، وما لم يرد فى الكتاب والسنة ، وأن ما لم يذكره أحدهم من الأسماء الحسنى ، أو أخطأ فيه ، لا يحق لأحد من المعاصرين الآن استدراكه ، ولا يقبل قوله ، ولو استدل بتسعة وتسعين دليلا استدلالا صريحا ومنهجا سلفيا صحيحا .


سهو الإمام جعفر فيما استدركه من آل عمران

    أحصى أبو زيد اللغوى اسمين فقط فى آل عمران ، وهما : اسم (الوهاب) و(القائم) ، وزاد جعفر : ( الباعث) و(المنعم) و(المتفضل) وهذا سهو منه ؛ لأنها زيادة لا دليل عليها . فقد أخذ اسم (الباعث) اشتقاقا من قوله تعالى : " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " ( آل عمران :164) وهذا خطأ ؛ لأنه لم يرد اسما توقيفيا فى القرآن كله . 

    وكذلك اسم (المتفضل) أخذه اشتقاقا من قوله تعالى : " يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " ( آل عمران :74) مع أن (ذا الفضل) اسم مقيد ، ولو جاز اشتقاق اسم (المتفضل) للزمه أن يشتق اسم (المختص) من الفعل (يختص) .

   وقد سها الثلاثة عن أسماء (المتوفى الرافع المطهر الجاعل الشهيد المولى الوكيل الأعلم).

سهو الثلاثة عن كثير من الأسماء فى القرآن 

    وهناك كثير من الأسماء التى سهوا عنها ، مثل الأسماء المضافة والمقيدة فى سورة النساء ، كأسماء ( الأشد الأولى الجامع) . 

كما أنهم سهوا ، ولم يستخرجوا اسما واحدا من سورة المائدة ، على الرغم من وجود الأسماء فيها صريحة بصيغة الاسم ، كأسماء(العلام خير الرازقين المنزل) 

وسها الإمام جعفر وأدخل فى إحصائه للأسماء من سورة الأنعام اسمى (المميت البرهان) لأنهما لم يردا اسمين فى سورة الأنعام ، ولا فى أى سورة من سور القرآن .

كما فات الثلاثة عدة أسماء وردت بصيغة الاسم فى سورة الأنعام كأسماء (خير الفاصلين أسرع الحاسبين فالق الحب والنوى الخالق الصادق ) .

المتتبع لإحصاء الثلاثة يجد أسماء لا دليل عليها 

    وقس على ذلك لو أردنا أن نتتبع باقى ما جمعه الأعلام الثلاثة ، وسوف نجد الكثير من الأسماء التى ذكروها ، ولا دليل عليها لا نصا ولا اشتقاقا ، أو تجد أسماء تركوها سهوا ، وهى أعلام على ذات الله عز وجل تتضمن صفات الكمال ، إما بإطلاق أو تقييد ، وقد وردت بصيغة الاسم واضحة فى النصوص القرآنية . 

ويكفى فى بيان القصد أن كل منهم قد سها عن غير عمد عن اسم من أوضح الأسماء فى القرآن ، وهو اسم الله ( الأعلى) فى قوله تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " ( الأعلى : 1) .

    والعجب من استدلال البعض ، وهو يشرح عقيدة السلف الصالح فى أسماء الله الحسنى بأن ما ذكروه – سهوا- كاسمى ( المبدئ المعيد) يدل على اتفاقهم على جواز الاشتقاق العقلى .

    ثم يزعم أن ذلك الاشتقاق لا ينافى التوقيف عندهم ، وإنما الذى ينافيه عندهم اختراع أسماء لم ترد ، ولم يدل عليها فعل ولا صفة . ثم يزعم أن جماعات من العلماء المتقدمين والمتأخرين نقلوا عن هؤلاء الأئمة الثلاثة هذه الأسماء التى جمعوها بما فيها الأسماء المشتقة دون نكير ، وقد غفل عن تعقيب العلامة ابن حجر منكرا على إحصائهم ، ومصرحا بما فيه من اختلاف ، واضطراب ، فقال رحمه الله : 

" هذا آخر ما رويناه عن جعفر وأبى زيد وتقرير سفيان من تتبع الأسماء من القرآن ، وفيها اختلاف شديد ، وتكرار ، وعدة أسماء لم ترد بلفظ الاسم " .

جمع العلامة بن حجر العسقلانى لأسماء الله الحسنى 

    بعد أن رجح العلامة ابن حجر أن سرد الأسماء ليس مرفوعا ، وبعد أن أورد إحصاء الأئمة الثلاثة لأسماء الله من القرآن ، ثم أنكر عليهم الاضطراب فى إحصائهم ، كان لابد لمن عاصروه من مطالبته بجمع الأسماء ، وتقرير ما تتعبد به الأمة ، لاسيما أنه عقب أيضا على كتاب لم يصلنا فى هذا العصر ، وهو كتاب (المقصد الأسنى) لأبى عبد الله محمد بن إبراهيم الزاهد ، الذى تتبع فيه الأسماء من القرآن ، وحين تأمله العلامة بن حجر وجد صاحبه قد كرر أسماء سهوا منه، وذكر أسماء لم ترد فى القرآن ، وذكر أسماء مضافة ، وهو برى أن تذكر مطلقة .

    غير أن ابن حجر لم يلتزم ما ألزم به محمد بن إبراهيم الزاهد من الأسماء المضافة ، بل وقع فى سهو وأخطاء كثيرة ، ربما تكون أكثر مما جمعه الزاهد .

ابن حجر يحذف سبعة وعشرين اسما من الأسماء المشتهرة 

    لقد بدأ العلامة ابن حجر رحمه الله بإحصائه للأسماء الحسنى من القرآن ، معتمدا على التوقيف وعدم الاشتقاق ، وملتزما بإحصاء الأسماء التى وردت بصيغة الاسم فقط . وكذلك لم يعتمد سرد الأسماء المشتهرة ؛ لأنها من إدراج الوليد بن مسلم ، وفيها كثير من الأسماء التى لم يرد بها توقيف ، فحذف منها سبعة وعشرين اسما ، وأحصى بدلا منها سبعة وعشرين وردت بنصها أسماء فى القرآن الكريم ، و لما لم يجد فى القرآن من الأسماء المطلقة إلا خمسة عشر اسما فقط ، تراجع عن شرط الإطلاق ، وأدخل بعض الأسماء المضافة ليكمل التسعة وتسعين .

    قال ابن حجر : " ولقد تتبعت ما بقى من الأسماء مما ورد فى القرآن بصيغة الاسم مما لم يذكر فى رواية الترمذى وهى : الرب الإله المحيط القدير الكافى الشاكر الشديد القائم الحاكم الفاطر الغافر القاهر المولى النصير الغالب الخالق الرفيع المليك الكفيل الخلاق الأكرم الأعلى المبين بالموحدة الحفى بالحاء المهملة والفاء القريب الأحد الحافظ . فهذه سبعة وعشرون اسما إذا انضمت إلى الأسماء التى وقعت فى رواية الترمذى ، مما وقعت فى القرآن بصيغة الاسم تكمل بها التسعة وتسعون وكلها فى القرآن ، لكن بعضها بإضافة " .

    وقد سها ابن حجر رحمه الله فى عدم إدراكه أن اسم (الخالق) موجود فى الأسماء المشتهرة ، وعليه فإن قوله : " فهذه سبعة وعشرون اسما " هو سهو منه ، والصواب أن الأسماء التى أضافها ستة وعشرون اسما . 

وقال رحمه الله : " والأسماء التى تقابل هذه مما وقع فى رواية الترمذى مما لم تقع فى القرآن بصيغة الاسم ، وهى سبعة وعشرون اسما :  

    القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل العدل الجليل الباعث المحصى المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد المقدم المؤخر الوالى ذو الجلال والإكرام المقسط المغنى المانع الضار النافع الباقى الرشيد الصبور" ونلاحظ أن أحدا من القدامى أو المعاصرين لم ينكر على العلامة ابن حجر، منذ زمنه حتى الآن ، أنه تجرأ على حذف سبعة وعشرين اسما من الأسماء المشتهرة .

التعقيب على منهج ابن حجر فى نقده للأسماء المشتهرة

    نلاحظ أن العلامة ابن حجر أخطأ سهوا حين حين حذف من الأسماء المشهورة اسم (الرافع) واسم (ذى الجلال والإكرام) مع كونهما من الأسماء المضافة الواردة بصيغة الاسم نصا ، ومنهجه يقتضى عدم حذفهما . 
ونلاحظ أيضا أنه حذف من الأسماء المشهورة أربعة أسماء من الأسماء الصحيحة الواردة بصيغة الاسم فى صحيح السنة وهى : (المقدم المؤخر القابض الباسط) 

وحذف أسماء ( الخافض المعز المذل العدل الجليل الباعث المحصى المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد الوالى المقسط المغنى المانع الضار النافع الباقى الرشيد الصبور ) لأن أغلبها أفعال وأوصاف ، لا يجيز ابن حجر اشتقاق الأسماء منها وإن دلت على الكمال . 

ولم يقل أحد من علماء السلف أن ابن حجر ابتدع فى دين الله ، لأنه ترك الأسماء التى رواها الوليد، فضلا عن تركه لكامل السنة ، وما فيها من الأسماء الصحيحة .

كما لم يقل أحد أن ابن حجر فى بحثه نظر لتخطئته عامة السلف ، وهناك قواعد لم يسبق إليها ، ولا دليل عليها دفعته لتخطئة ما اعتاد عليه السلف من جواز الاشتقاق دون نكير .

    والقصد أن ننبه عامة المسلمين إلى أن صاحب السنة المتمسك بنهج السلف الصالح ، هو المتجرد للحق المتبع للدليل التوقيفى ؛ لأن الحق لا يعرف بالرجال ، ولكن يعرف الرجال بالحق . 

أغرب الأشياء فى إحصاء العلامة بن حجر 

    أما أغرب الأشياء الملاحظة فى إحصاء بن حجر رحمه الله ، هو ما فعله عندما أعاد سرد الأسماء التى استخرجها ليحفظها عامة المسلمين ، حيث أدرج اسمين هما : (المستعان،العالم) فلن تجدهما لا فى السبعة وعشرون التى جمعها ، ولا فى الأسماء المشتهرة. 

وأغلب الظن أنه لما حدث سهو منه حين اعتبر اسم (الخالق ) لم يرد فى الأسماء المشهورة ، والأمر ليس كذلك ، وكذلك لما حذف اسم (الرافع) وظن أنه لم يرد فى القرآن اسما ، وهو فى حقيقته اسم مقيد واجب إبقاؤه على منهجه فى إحصاء المضاف ، فنقص العدد اسمان ، فأضاف سهوا اسم (المستعان والعالم) حتى يكتمل عنده العدد تسعة وتسعين اسما. 

وقد تمنى ابن حجر أن يعيد النظر فى منهجه ليحصى الأسماء المطلقة فقط من الكتاب والسنة معا فقال : "ويتتبع من الأحاديث الصحيحة تكملة العدة المذكورة ، فهو نمط آخر من التتبع عسى الله أن يعين عليه بحوله وقوته " . 

منهج ابن حزم فى إحصاء الأسماء الحسنى 

    استبعد ابن حزم رحمه الله (ت:456 ه)سرد الأسماء المشهورة ، واعتمد على شرط التوقيف من الكتاب والسنة ، وأن يكون الاسم علما على ذات الله ، مطلقا ، يفيد المدح والثناء بنفسه ، غير أن ما يؤخذ عليه أنه لم يشترط دلالة الاسم على الوصف ، وهو خطأ منه ، غير أنه لم يوفق إلا لجمع أربعة وثمانين اسما هى :

" الله الرحمن الرحيم العليم الحكيم الكريم العظيم الحليم اقيوم الأكرم السلام التواب الرب الوهاب الإله القريب السميع المجيب الواسع العزيز الشاكر القاهر الآخر الظاهر الكبير الخبير القدير البصير الغفرو الشكور الغفار القهار الجبار المتكبر المصور البر المقتدر البارى العلى الغنى الولى القوى الحى الحميد المجيد الودود الصمد الأحد الواحد الأول الأعلى المتعال الخالق الخلاق الرزاق الحق اللطيف الرءوف العفو الفتاح المتين المبين المؤمن المهيمن الباطن القدوس الملك المليك الأكبر الأعز السيد السبوح الوتر المحسن الجميل الفريق المسعر القابض الباسط الشافى المعطى المقدم المؤخر الدهر " .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق