بشرى لكل من ابتلى فصبر
أبشر بصلاة الله عليك وثناؤه عليك فى الملأ الأعلى من الملائكة
أبشر برحمة منه تغمر قلبك و تشرح صدرك
أبشر فأنت من أهل الهدى والتقى
" الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "
لم يجزعوا
ولم يذهب الهلع بعقولهم
بل ثبتوا وتذكروا أن الدنيا دار ابتلاء
وأنهم راجعون إلى ربهم فموفيهم خير الجزاء
فقالوا :
" إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "
إنا وجميع ما نملك من مال وولد وصحة وجاه وقليل وكثير
مملوكون لله الواحد القهار
العزيز الغفار
وإنا إليه راجعون فى يوم الدين
وهناك يبشر عباد الله الصابرين
بأن لاخوف عليهم ولا هم يحزنون
بل نعيم مقيم لا يحول و لايزول
حتى يود أهل العافية لو قرضت جلودهم بالمقاريض فى الدنيا لما يرون من ثواب أهل الصبر على البلاء
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ "
من نصب: من تعب .
ولا وصب: ولا مرض .
ولا هم : القلق مما قد يحصل فى المستقبل
ولا حزن : الأسى على مافات فى الماضى
ولا أذى:إيذاء الناس له بالقول أو الفعل
ولا غم : كرب يحدث للقلب بسبب أمر واقع فى الحاضر
فما أصابك من ذلك فهو كفارة لك من الخطايا والذنوب
حتى تلقى الله وما عليك خطيئة
وقالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضى الله عنه:
" دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً
فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكاً شَدِيداً
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ "
فَقُلْتُ : ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجَلْ . ثُمَّ قَالَ :
" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا "
فهذا سيد البشر وخير ولد آدم يضاعف عليه الألم ضعفين
وهو أحب خلق الله إلى الله .
فلا تبتئس ولا تحزن ..
واصبر وأبشر ..
فإن لك فى رسول الله أسوة حسنة .
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق