فاعلم أنه لا إلا الله
قال تعالى :
" أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها
أإله مع الله بل هم قوم يعدلون "
بل هم قوم يعدلون
يعدلون بالله غيره ويحعلون له أندادا مساوين له فى استحقاق العبادة
وهو الخالق وحده للسموات واﻷرض وخالق الشجر والثمر
فكما أنه الخالق وحده فهو المعبود وحده
المستحق أن يفرد وحده بالعبادة
فاعلم أنه لا إله إلا الله
"أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا
أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون "
بل أكثرهم لا يعلمون
لايعلمون أنه لا إله إلا الله
فهل من شركائهم من سوى اﻷرض وحعلها ثابتة تحت أقدامهم لا تهتز ولا تتزلزل إلا الله
وهل من شركائهم من أجرى اﻷنهار العذبة يشربون من مائها وتسير فيها سفنهم من بلد ﻵخر محملة بالبضائع والمتاجر إلا الله
وهل من شركائهم من أقام الحبال الرواسى
أو جعل برزخا بين البحر المالح والبحر العذب فلا يختلط أحدهما باﻵخر إلا الله
فاعلم أنه لا إله إلا الله
" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض
أإله مع الله قليلا ما تذكرون"
قليلا ما تذكرون
بل تنسون أن الله وحده هو القادر على كشف الضر عنكم
فتدعون مع الله إلها آخر
وتسألون من لا يملك لكم ضرا ولا نفعا أن يفرج كربكم
تنسون أن له اﻷرض ومن فيها وأنه إليه يرحع اﻷمر كله وأنه وحده القادر على أن يمكنكم فى أرضه فتلجئون إلى غيره تبتغون العزة عندهم وتخافونهم أكثر ما تخافون الله
تنسون أنه لا إلا الله
هو وحده القادرعلى كشف الضر عنكم وإحابة دعائكم
تنسون أنه لا إلا الله
هو وحده الذى يملك أن يمكنكم فى أرضه
فاعلموا أنه لا إله إلا الله
افردوه بالعبادة
افردوه بالدعاء والخوف والرحاء
فلا تسألوا غيره ولاتخافوا غيره ولا ترجوا غيره
فاعلم أنه لا إلا الله
" أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته
أإله مع الله تعالى الله عما يشركون"
هو الذى حعل لكم النجوم لتهتدوا بها أثناء سيركم إذا اشتد الظلام فلم يمكنكم التمييز بين الشمال والحنوب فجعلها علامات للاهتداء برا وبحرا
ثم أنتم تشركون وتجعلون لهذه النجوم نصيبا من عبادتكم وتعتقدون أنها تأتى بالخير والشر وأنها تتولى السعد والنحس فتقولون مطرنا بنوء كذا وكذا بدلا من أن تنسبوا الفضل لله وحده وأنه الذى ينزل المطر بعد أن يسوق الرياح مبشرة بنزول الغيث
تعالى الله عما يشركون به فى عبادة النجوم
قولوا مطرنا بفضل الله وبرحمته
لا بنوء كذا ولا بنجم كذا
فاعلم أنه لا إلا الله
"أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض
أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"
الخالق هو الله وحده
والرازق هو الله وحده
فالذى خلقكم هو الذى يرزقكم
فلا تبتغوا الرزق عند غير الله
والذى أحياكم هو الذى يميتكم
ثم يبعثكم
كما أنه يحيى اﻷرض بعد موتها بالمطر فكذلك تنبت أجسادكم بعد البلى بمطر ينزله الله عليكم يوم البعث
إليه ترجعون
فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر
فاعبدوه وحده لاشريك له
وأما من عبد غير الله فلا دليل له يستند إليه ولا حجة له ولا برهان
فهو يسير إلى سراب زائل
فاعلم أنه لا إله إلا الله
قولوها من قلوبكم :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
الآيات من سورة النمل ( 60 - 64)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق