شهر ذى الحجة ..
آخر شهور السنة
فهو بمثابة الخاتمة لسنتك
يعنى ( بروفة ) لآخر عمرك
فكما أنك تحرص على حسن الخاتمة لعمرك
فاحرص على حسن الخاتمة لهذه السنة
وأرِ الله من نفسك خيرا
واجتهد فى العمل الصالح فى هذه العشر كأنه ليس فى العمر بقية
آخر شهور السنة
فهو بمثابة الخاتمة لسنتك
يعنى ( بروفة ) لآخر عمرك
فكما أنك تحرص على حسن الخاتمة لعمرك
فاحرص على حسن الخاتمة لهذه السنة
وأرِ الله من نفسك خيرا
واجتهد فى العمل الصالح فى هذه العشر كأنه ليس فى العمر بقية
وقبل ذلك :
تب من جميع ذنوبك
فالتوبة تمحو ما سبق فتكون صحيفة سيئاتك بيضاء
والسلامة لايعدلها شئ
لماذا ندعو إلى التوبة ؟
لأنه هكذا أمرنا الله
أمرنا فى أواخر الأزمان والأعمال أن نتوب إليه ونستغفره
* آخر الصلاة : تختمها بالاستغفار وذكر الله تعالى .
* آخر المجلس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايقوم من مجلسه حتى يستغفر الله ويتوب إليه مئة مرة
وكفارة المجلس : " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "
* آخر الليل : تختم ليلتك بذكر الله بالصلاة ولو ركعتين كما قال تعالى : " وأقم الصلاة لذكرى " وقال رسوله صلى الله عليه وسلم : " إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى فى جوف الليل فكن " ثم بالاستغفار من ذنوب اليوم والليلة .
* آخر الأسبوع : يوم الجمعة سيد الأيام وتشرع فيه من العبادات والمجامع ماليس فى سائر الأسبوع .
* آخر ساعة من يوم الجمعة : ذكر لله تعالى ودعاء ، وساعة إجابة .
* آخر العمر : أمر النبى صلى الله عليه وسلم فى آخر عمره أن يكثر من ذكر الله تعالى ويستغفره " فسبح بحمد ربك واستغفره " ومن هنا أخذ ابن عباس رضى الله عنه من الآية الإشارة إلى قرب انتهاء أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان النبى صلى الله عليه وسلم فى آخر عمره يكثر من قول " سبحانَك ربَّنا وبحمدِك اللهم اغفرْ لي إنك أنت التوابُ الرحيمُ " ( السلسلة الصحيحة ) حتى فى ركوعه وسجوده .
* آخر أمر فى القرآن :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
( التحريم :
ولهذا شرعت أعظم العبادات فى آخر شهور السنة : ذكر الله تعالى - النحر - الحج
فأما الحج :
فيذكر بالرحلة إلى الله : التلبية ( توبة وإنابة بعد غفلة ) - ملابس الإحرام تذكر بالكفن - ترك الترفه والتطيب وزينة الدنيا - ترك المال والأهل والوطن ومفارقة المحبوبات والمألوفات ..
كل هذا تدريب على آخر أيامك فى الدنيا ومفارقة محبوباتك ومألوفاتك
فلا ينفعك إلا القلب السليم الخالى من الشواغل والملهيات والفتن والشهوات .
" يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "
( الشعراء : 88 ،89 )
القلب السليم : الخالص من الانشغال بغير الله تعالى وإقامة أمره وإعلاء دينه.
القلب السليم : هو القلب الذى امتحنه الله للتقوى .
قال تعالى فى سياق آيات الحج :
" وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ "
التقوى زادك فى الحج ..
وهى أيضا زادك إلى الاخرة ..
قال تعالى فى آخر آيات الحج فى سورة البقرة :
" وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "
( 203)
والتقوى لا تتحقق فى القلب إلا بالتخلص من الأنداد
ففى الحج : لارفث : لا اشتغال بالزوجات ..
ولافسوق : ولا اشتغال بالمحرمات ..
ولاجدال : ولااشتغال بالخصومات ..
وإنما تفريغ القلب لذكر لله تعالى والإنابة إليه
وأما الذكر :
ففى مناسك الحج : ذكر مكثف لله تعالى
" إنَّما جُعل الطوافُ بالبيتِ، و بينَ الصفا و المروةِ و رميِ الجمارِ :
لإقامةِ ذكرِ اللهِ " ( البخارى )
ويزداد شدة فى آخر الحج ،وتختمه بالاستغفار
قال تعالى :
" فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ .
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا "
( البقرة : 198 -199)
ولغير الحاج شرع الجهر التكبير و التحميد فى البيوت والأسواق والمجامع
كما أن الحجاج يجهرون بالتلبية .
وأما النحر .. فعتق لرقبتك من النار كما كان فداء لإسماعيل عليه السلام من الذبح .
وفى النحر ذكر لله تعالى أيضا وشكر له على نعمة الأنعام :
" وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ "
(الحج :28)
قال السلف :
أشرف كل شئ آخره ..
ودائما ما تكون العناية بآخر الزمان وآخر الأعمال
وفى هذه الأواخر أعمال صالحات ودعوات مستجابات :
فى آخر الصلاة ، وفى آخر الليل ، وفى آخر ساعة فى الأسبوع ، وفى آخر شهور السنة فى أيام العشر وفى الحج :" الحجاج وفد الله دعوه فأجابهم وسألوه فأعطاهم ".
فاغتنموا هذه الأواخر المباركات وسددوا وقاربوا
إن لربكم فى أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها فعسى أن تصيب احدكم نفحة لايشقى بعدها أبدا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" اطلبوا الخيرَ دهركُم ، وتعرضُوا نفحاتِ رحمةِ اللهِ عز وجلَ ، فإن للهِ نفحاتٍ من رحمتهِ يصيبُ بها من يشاءُ من عبادهِ ، وسلُوا اللهَ أن يسترَ عوراتكُم ، وأن يؤمنَ روعاتكُم "
(السلسلة الصحيحة )